قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
فتاوى الصيام
148526 مشاهدة
فتاوى الصيام

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الصادق الأمين -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد راجعت هذه الفتاوى المتعلقة برمضان، وصححت بعض الحروف وهي قليلة، وهي أجوبة ألقيت علي في مناسبات أو محاضرات، فأجبت على بعضها تحريريا وعلى بعضها ارتجالا، وقد أحسن الأخ الذي جمعها ورتبها وأضاف إليها ما له صلة بالصيام أو القيام أو القراءة فيه أو زكاة الفطر، ونحو ذلك مما يحتاج العامة إلى معرفة حكمه، مع أن المشايخ في هذا العصر قد أكثروا من الكتابة والتأليف فيما يتعلق برمضان من مواعظ وأحكام، صوم وصلاة وصدقة ونحو ذلك، ولكن هذا الباب تكثر فيه الإشكالات وتتنوع فيه الإجابات ولكل مجتهد نصيب؛ فهذا ما وصل إليه علمنا، ومن كان عنده إضافة أو انتقاد أو تبيين على خطأ فليتقدم به مشكورا، والحق أحق أن يتبع، والله الموفق والهادي إلى الصواب، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

23\7\1415هـ
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين